Enviornment

تحتل البيئة مكانة مهمة في إطار الأخلاقيات الإسلامية التطبيقية في عالم اليوم. وبالعودة إلى تعاليم الإسلام، نرى أن عددًا كبيرًا من النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على صاحبها الصلاة والسلام تولي البيئة اهتمامًا واضحًا و تركز على أهمية احترام الطبيعة وكل المخلوقات. وهناك العديد من الكتب التي تتحدث عن موضوع الاهتمام بالبيئة على أنه موضوع أصيل في التراث الإسلامي، وأنه ينبغي احترام الطبيعة والحفاظ عليها كشكل من أشكال عبادة خالقها سبحانه وتعالى.

إلا أنه نظراً للتحديات البيئية المعاصرة، من اختفاء الغابات والاحتباس الحراري وتعدي التكنولوجيا وأساليب حياتنا على الطبيعة بهدمها والقضاء على الثروة الحيوانية بشكل غير مقبول، فإننا نحتاج إلى الرجوع إلى النصوص الشرعية لمحاولة استنباط القواعد ووضع مجموعة من المقاصد والأهداف التي تلاءم عالمنا المعاصر في هذا المجال. علينا أن نفكر في الطريقة التي يمكننا بها استثمار البحوث السابقة وكذلك معارف المتخصصين والعلماء المتوفرة في هذا المجال. والسؤال الأساسي هنا هو كيف يمكننا – بالاستناد إلى المرجعية الإسلامية –تطوير هذا العلم والمساهمة في النقاشات المعاصرة من منظور إسلامي؟

ونحن ندرك أن هذا الموضوع لا يمكن تناوله بشكل منفصل عن الاقتصاد والسياسة، فالكثير من القرارات الخاصة بالبيئة يتخذها اليوم ساسة وقادة دول تحت تأثير مصالح وضغوط اقتصادية. ولذلك ففي البلدان ذات الأغلبية المسلمة وفي النصف الجنوبي من الكرة الأرضية عموماً، وكذلك في البلدان الصناعية وفي النصف الشمالي عمومًا، يجب تناول هذه المجالات الثلاثة معاً بهدف التمكن من بناء فهم أفضل وأشمل للإطار الذي يمكن أن يتم فيه تطوير أخلاقيات إسلامية بيئية تطبيقية. وهدفنا في مركز التشريع الإسلامي والأخلاق هو جمع علماء الشريعة الإسلامية وعلماء البيئة بغية دراسة مسائل محددة وبناء إطار عمل عام. وسوف يتيح هذا الأمر للعلماء المسلمين إمكانية إصدار آراء تشريعية فعّالة وسديدة تتماشى مع الأوضاع القائمة اليوم