Press Release

ينظّم مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، عضو كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ندوة تحت عنوان: "الفتوى في زمن الثورة: بين إرادة الشرع ورغبات الفقيه" في السابعة مساء يوم الأربعاء 21 مايو 2014، وذلك بمبنى كلية الدراسات الإسلامية في المدينة التعليمية بمؤسسة قطر.

يلقي المحاضرة الدكتور معتز الخطيب، الأستاذ المساعد بمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، والمعد السابق لبرنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة الإخبارية، حيث سيقوم بتسليط الضوء على مشكلات الفقه الإسلامي المعاصر في علاقته بالدولة الوطنية الحديثة التي شكّلت قطيعة مع الموروث الفقهي، مما أدى إلى انقسام الفقهاء في مواجهة متغيرات السلطة إلى ما اصطَلَح عليه بالفقيه الحركي والفقيه التقليدي، وهو انقسام أخذ مع الثورات العربية شكلاً أكثر وضوحًا بين فقيه الثورة وفقيه الدولة.

وسيناقش الدكتور معتز الخطيب إشكال الفتوى في زمن الثورة من خلال ثلاثة محاور، يقدم الأول منها قراءة للفتاوى والخطب والبيانات الصادرة أثناء الثورات العربية في دولها الخمس، ويوضح كيف كانت الفتوى ميدانًا للصراع بين مختلف الأطراف مع الدولة ومع الثورة، وكيف شكّلت المؤسسة الدينية الرسمية إحدى أهم أدوات "الدولة" لضبط الجماهير الثائرة عبر سلطة الخطاب الديني، وخصوصًا الفتوى والخُطبة واللقاءات التلفزيونية.

ويقدّم المحور الثاني إطارًا تفسيريًّا لهذا الافتراق بين فقهاء الدولة وفقهاء الثورة على أنه يقوم على مسألتين، الأولى: السياق التاريخي لِتَشكل الدولة الوطنية الحديثة في منطقة الشرق الأوسط، وعلاقتها بالدين والصراع على السلطة. والثانية: معرفة الفقه السياسي الإسلامي الذي يُشكل البنية العميقة للخطابات الفقهية المختلفة ولمواقف التيارات الإسلامية.

أما المحور الثالث فيسعى إلى نقد وتحليل مضامين تلك الفتاوى والمواقف بالاستناد إلى مرجعيتها الفقهية، ليوضح كيف أن كلا الفقيهين، التقليدي والحرَكي، قد تَجَاوزا حدود الفقه التراثي المعروف مما يجعل منهما نموذجين جديدين بالإضافة إلى النموذج التراثي الذي أُنجز في مرحلة ما قبل الدولة الوطنية الحديثة، وتتضح جِدّة هذين النموذجين من خلال التغييرات التي طالت عملية الفتوى نفسها من لحظة صياغتها ووظيفتها إلى لغتها ودور المفتي وحدود عمله.

ففقيه الدولة يناقض بمواقفه كل منجزات "الدولة الحديثة" التي يعمل ضمنها، ولا يرى فيها إلا "الخلافة" أو الدولة التاريخية، ثم يستعير الخطاب السياسي للنظام ولغتَه ويقوم بمهام يتداخل فيها الديني مع السياسي بوعي أو من دون وعي، مقدما في سبيل ذلك مفهومًا خاصًّا للتدين هو تدين صوفيّ قدريّ/جَبري. أما فقيه الثورة، أو "الفقيه الحركي"، فقد تبنى مفهومًا جديدًا للتدين، هو مفهوم احتجاجي ورساليّ ذو طبيعة ثورية وتغييرية، حيث وسّع مفهوم التعبد لله ليشمل حتى النضال في سبيل إقامة الحكم الإسلامي. وفي المحصلة يعاني كلا الفقيهين من ارتباك في معالجة الفقه السياسي في ظل الدولة الوطنية الحديثة

أضف تعليقاتك

Your email address will not be published*

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.