التوجيه التربوي للقصص النبوي

د. هاني إسماعيل محمد

أستاذاللغةالعربيةالمساعد

بكلية العلوم الإسلامية جامعة غرسن التركية

القصة في أبسط تعريف لها هي ’’أُحدوثة شائقة، مرويّة أو مكتوبة، يُقصد بها الإمتاع أو الإفادة‘‘()، وترادف بهذا التعريف الحكاية والخبر والرواية، والقصة القصيرة، إلا أن مصطلح الرواية والقصة القصيرة ينصرف أكثر ما ينصرف إلى مفهوم هذا الفن المقتبس من الآداب الأجنبية بشكله الحديث، وأقرب أشكال الفن القصصي الحديث للقصص النبوي هو القصة القصيرة، حيث ’’يذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة مثل قصص العهد القديم عن الملك داوود، وسيدنا يوسف وراعوث‘‘()، فالقصة قديمة قدم البشرية، خالدة خلود الإنسانية لا تزول إلا بزوالها.

وتتمتعالقصةبتأثيرقويفيوجدانالمتلقيومشاعره،وذلكنظرالتجنبهاالخطابالمباشرالذيتأباهالنفوس،وتمجهالعقول،واعتمادهاعلىالأسلوبالفنيالذييتميزبالحبكةالدراميةوالتشويقوالإثارة  في نقل الأفكار والخبرات، ’’والقصص الناجح يجعل القراء يفكرون، ولكن الغرض الأول لكل أنواع القصص المؤثر وغير المؤثر أن يجعل القراء يشعرون‘‘() مما يجعل المتلقي يتفاعل بشكل مباشر مع البنية الإبداعية بعناصرها الجمالية رغبة في المتعة والتسلية، كما يتفاعل بشكل غير مباشر مع الرؤية الفنية والتي تحمل في طياتها مضامين فكرية، وأنساق معرفية ’’والأدب منذ نشأ كان  ولا يزال  يحرص على تقديم رؤية إنسانية لما يحيط بالبشر من أزمات وقضايا، وهذه الرؤية في جوهرها بحث عن القيم الأخلاقية، التي تساعد الإنسان على التواؤم والتوازن إزاء الصراعات التي تواجهه من أجل تثبيت قيم الحق والخير والجمال‘‘().

والقصةمنأقدرالأشكالالأدبيةعلىتثبيتهذهالقيمالنبيلةوتنميةالاتجاهاتوالميولفضلاعنتقويمالسلوك،فقدكانتالقصةعلىمرالعصورتلبياحتياجاتالنفسالبشرية،وتتناغممعخصائص  الفطرة الإنسانية، التي لديها شغف إلى سماع القصص ومتابعة أحداثه ومجرياته، وربما يرجع السبب في ذلك إلى حاجة الإنسان إلى تفريغ الشحنات العاطفية والهروب من الواقع إلى عالم الخيال، علّه يحقق ما يصبو إليه من آمال وطموحات، ’’وقد يكون ما قاله جي دي موباسان عن هدف القصة وتأثيرها مفيدا: إن الجمهور مكون من مجموعات متعددة، ويصيح وراءنا نحن الكتاب: واسوني، امتعوني، اجعلوني حزينا، اجعلوني متعاطفا، اجعلوني أحلم، اجعلوني أضحك، اجعلوني أرتجف، اجعلوني أبكي، اجعلوني أفكر‘‘().

وقد أدرك القرآن الكريم هذه الاحتياجات الفطرية للنفس البشرية إلى الاستماع إلى السرد القصصي، والنزعة الإنسانية نحو الاستمتاع به، كما أدرك القوى الخفية الكامنة في هذا الفن، وما يمكن أن تقوم به من تهذيب للنفس وتطهير للروح والسمو بهما لعالم الخلود المنشود، إذا تم توجيهها توجيها تربويا، وتوظيفها توظيفا هادفا لأداء رسالة سامية، فقال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (يوسف: 3)

وقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما رواه ابن جرير عن ابن عباس قال: قالوا: يا رسول الله صلى الله عليك وسلم لو قصصت علينا؟ فنزلت: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ }، فأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص()، فجاء السرد القرآني لقصة يوسف عليه السلام تلبية لرغبة الصحابة رضوان الله عليه في الاستماع إلى القصص وما فيه من إشباع لرغبات النفس، وإمتاع للقلوب، وإثراء للعقول، بدون إغفال الجانب التربوي وما يقوم به من تقويم للسلوك الفردي ومعالجة للقضايا التربوية والمشكلات المجتمعية، وذلك عبر الاعتبار والاتعاظ، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (يوسف: 111).

’’والإسلام يدرك هذا الميل الفطري إلى القصة ويدرك ما لها من تأثير ساحر على القلوب فاستغلها لتكون وسيلة من وسائل التربية والتقويم‘‘() والحقيقة أن الإنسان منذ فجر التاريخ وهو مولع بسماع القصص، وإن اختلفت أشكاله أو تنوعت أسماؤه، حتى إن الأم عندما تحتاج إلى أن تهدأ من روع وليدها أو تجعله يخلد للنوم تحكي له قصة في صوت رخيم، أو نغم شجي، ولا يقتصر الاهتمام بالقصة والرغبة في الاستمتاع بها والاستماع إليها على الأطفال فحسب، بل يتجاوزه إلى مراحل العمر المختلفة، ’’وكل إنسان سواء أكان أميا أم مثقفا فإنه يخضع لتأثير القصة، وإن كانت تختلف مواضيع القصة وطبيعتها باختلاف مراحل النمو التكوينية، وباختلاف المستويات العقلية والاجتماعية والمزاجية، كما تختلف حسب مجالات الميول والاهتمامات‘‘().

لهذا فإن القصة تصاحب الإنسان في أطوار نموه النفسي والتربوي والاجتماعي، ’’ففي هذا القصص يلتقي الإنسان التقاء صادقا واضحا مع أقوى دوافعه وعواطفه التي ولدت  معه، في ضباب طفولته والتي نضجت مع الزمن من صراعه الطويل مع الحياة ومن هذه الدوافع وتلك العواطف يقاد الإنسان ويؤخذ بناصيته نحو الغايات التي تدعوه إليها القصة وتقوده نحوها‘‘().

ولما كانت القصة تلعب دورا بارزا في تربية الإنسان وتنمية مهاراته وقدراته العقلية، وغرس القيم والسلوك، ’’فقد كان منطقيا أن يهتم التربويون بالقصة كأسلوب من أساليب التربية وطرقها من أجل نقل معلومات معينة أو غرس قيم، أو تغيير اتجاهات‘‘() ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم  معلم البشرية ومربي الأمة، فإنه اتخذ من القصص أسلوبا من أساليب التربية ووسيلة من وسائل التعليم، وعلى هذا النهج سار القصص النبوي يلبي احتياجات النفس ورغباتها في الاستمتاع بالسرد القصصي والحبكة الدرامية، فالقصة في إحدى تعريفاتها السردية هي ’’المادة الأساسية التي تنتظم في حبكة‘‘() بالإضافة إلى تحقيق رسالة تربوية وغاية تعليمية تتمثل في المضمون الهادف الذي تحمله القيمة الجمالية للبنية السردية والرؤية الفنية لدلالات النسق المعرفي، ’’فالقصة عالم سيميائي، يعتبر موضوعا للمعرفة، ويقوم على  تمفصل العناصر‘‘().

وتروي لنا كتب السنن اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم  برواية القصص لأصحابه رضوان الله عليهم، فروى الدارمي في سننه بسند جيد() عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت كُرْدُوسًا وكان قاصا، يقول: أخبرني رجل من أهل بدر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: لأَنْ أَقْعُدَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ ". قَالَ : قُلْتُ: أَنَا: أَيَّ مَجْلِسٍ يَعْنِي ؟ قَالَ: كَانَ حِينَئِذٍ يَقُصُّ.

ولقد استمد النبي صلى الله عليه وسلم  مصادر القصص التي يرويها إما من أحداث الواقع أو من حقائق التاريخ أو من الاستشراف للمستقبل، فمن الأول: ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ، قَالَ: "لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"().

ومن القصص المستمد من الحقائق التاريخية، والتي تروى لنا وقائع تاريخية حدثت مع الأمم السابقة تلك القصة التي رواها البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ، فَقَالَ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، قَالَ: فَأْتِنِي بِالكَفِيلِ، قَالَ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، قَالَ: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ فِي البَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ التَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا، فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى البَحْرِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلاَنًا أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلاَ، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا، فَرَمَى بِهَا فِي البَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ، يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ، فَإِذَا بِالخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا المَالُ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ المَالَ وَالصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ، فَأَتَى بِالأَلْفِ دِينَارٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ، قَالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بِالأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا"().

ومن نماذج القصص التي تستشرف المستقبل وتحدثنا عن أمور كتبها الله تعالى على عباده، سواء أكانت ستقع في عالم الشهادة أم في عالم الغيب بإذن الله، مصداقا لحديث رسول الله  صلى الله عليه وسلم، مثل قصة يأجوج ومأجوج: فعن أبي هريرة رضي الله عنه فيما رواه عن النبي أنه قال:

’’إن يأجوج و مأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فسنحفره غدا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غدا إن شاء الله تعالى، واستثنوا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه و يخرجون على الناس، فينشفون الماء، و يتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها الدم الذي أحفظ، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نفقا في أقفائهم فيقتلون بها قال رسول الله: والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ‘‘().

هكذا استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يوظف القصص من مصادره المختلفة والمتنوعة منهجا تربويا وأسلوبا تعليميا يعتمد على التشويق والإثارة لإشباع الخيال وتحفيز السامع لاستقبال الجوانب المعرفية غير المباشرة، والتي تصطحبها المتعة واللذة في الوعي.

أضف تعليقاتك

Your email address will not be published*

التعليقات

الكلمات متشابكة مع بعضها الرجاء فصل الكلمات عن بعضها حتى نستطيع قراءة المقال بشكل واضح وشكرا

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

إدارة اشتراكاتك في الرسائل الإخبارية
اختر نشرة أو أكثر ترغب في الاشتراك فيها، أو في إلغاء اشتراكك فيها.
حتى تصلكم رسائل بآخر فعالياتنا وبمستجدات المركز

عنوان البريد الإلكتروني للمشترك

Copyright © 2011-2024 جميع الحقوق محفوظة مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق