[…] وقد عجزت الحضارة المعاصرة رغم ما تملكه من أدوات ان تضع حلا لهذه المشكلة، والإسلام باعتباره دين الفطرة لم يسلك في معالجة هذه المشكلة مسلك المثالية، ولكنه عالجها معالجة واقعية فلم يفرض على اتباعه الذل والاستكانة والمسالمة المطلقة، تحت شعارات لا واقع لها، وانما وضع مبادئ وكليات عامة، وشرع احكاما جزئية وسائل لتحقيق الكليات، فإًقامة العدل مقصد كلي، والمساواة من شروط تحقيق العدل في التنفيذ، ولكنها لا تعني العدل نفسه، فقد تكون المساواة المطلقة مخالفة لمقتضى العدل، لان العدل يقتضي التسوية بين المتماثلين علة، والتفريق بين المختلقين، فاذا سويت بين المختلفين كان ذلك ظلما، فالعدل يقتضي المساواة عند ما يتحد مناط التسوية وعلتها، حتى اذا اختلفت الافراد في صفات معينة، او في صفة مؤثرة؛ وجب التفريق، والا كان مناقضا للعدل، ومن ذلك قول تعالى: ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث ) المائدة: ١٠٠، ونحوها كثير في القرآن الكريم من الآيات التي تعيب على من يسوي بين المختلفات، او المتضادات[1]. […]

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.